كلمة سماحة الشيخ عبدالله دشتي



كما حدث ديننا الحنيف على البر حث في الوقت نفسه على التآزر والتعاون على ذلك البر فقال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) وهو دعوة عامة لكل المؤمنين , ولكن يختص بها أكثر من يظلهم جيرة المكان ووحدة البلدأويجمعهم شمل عشائري او عائلي , وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) قوله : ” ايها الناس، انه لا يستغني الرجل وان كان ذا مال عن عشيرته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهم اعظم الناس حيطة من ورائه، وألمهم لشعثه، واعطفهم عليه عند نازلة ان نزلت به ” .

 

هذا الحث كان منطلقا لبناء صرح قوامه التعاون على البر وانطلق من رؤية للقرابة ولكن المقصود أن يكون هذا التآزر العائلي منطلقا لتآزر وطني يوحد كل فئات الوطن بمختلف تنوعاتهم القبلية والعشائرية والمذهبية فيصبحوا يدا واحدة في بناء وطن الخير ولكن مظلة لجميع ابنائه مهما تنوعت انتماءاتهم .

 

ولكن جعلتنا الأيام نتحسس نقص كبير في أهم جوانب الخير في الأمة , فحاجات الفرد المادية وإن كانت مهمة ويجب أن يكون مورد اهتمام من المبرة ولكن وجدنا في حاجات الفرد العلمية والثقافية محورا جوهريا للمجتمع بل هي عموده الفقري الذي لو ضعف ضعفت الأمة , ولذا تحولت المبرة في الغالب الى مؤسسة ثقافية تحسس مواضع الخلل والنقص الثقافي الذي يجب سده . فوجدنا بأن هنا علم أهمل من قبل الجميع وهو علم الحياة وسلامة الحياة الذي يجعل الحياة نجاح الفرد ونجاح المجتمع والأمة هدفا ساميا يسعى له .

 

وحينما أردنا أن ننطلق في ذلك من تراثنا لم نجد غير كتاب الله منطلقا غنيا ثريا ننطلق منه لهذا الهدف السامي فهذا الكتاب كما في الخبر يتعرض للإهمال حتى نبه الله عز وجل إلى ذلك بقوله تعالى (وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا), ومن أعظم الشكاوي شكوى أمير المؤمنين (ع) من قوم قال عنهم : ” إلى الله أشكو من معشرٍ يعيشون جهّالاً ، ويموتون ضلاّلاً ، ليس فيهم سلعةٌ أبور من كتاب الله إذا تُلي حقّ تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعاً ولا أغلى ثمناً منه إذا حرّف عن مواضعه “.

 

ولكن كانت الخطوات الأولى في تصحيح قراءته وحسن تلاوته, وهذا ما وفقت له المبرة بفضل مركز آل يس الذين شكل جزء محوريا منها , ووفق العديد من شباب المركز للحصول على المراتب الأولى في مسابقات القرآن ولله الحمد.

 

لكن إدارة المبرة على علم بأن كذلك مقدمة مهمة ومحورية للعمل بكتاب الله الثقل الأول مستنيرين بذلك بهدي الثقل الثاني – فقد أمرنا رسول الله (ص) بالمتسك بكلا الثقلين , وعلينا في هذا الصدد تقديم كلمة خامس ائمة الثقل الثاني أعني القول المروي عنهم (ع) : “وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه , وكان من نبذهم الكتابة أن اقاموا حروفوه وحرفو حدوده فهم يرونه ولا يرعونه , والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية “.

 فنحن إن شاء الله نحو مستقبل مشرق لو حفظنا حروفه وحدوده .


 الرئيس الفخري للمبرة

الشيخ عبدالله دشتي